منقول عن جريدة الشرق الجزائرية
الجزائر : إمام أفطر على "صفعة" وآخر وصف المصلين بـ "وجوه البطاطا" ههه
حدثت بمساجدنا خلال هذا الشهر الفضيل سلوكات غريبة، البعض منها وصل إلى حد الاعتداء والنفور من المسجد والصلاة رغم الصرامة والجدية فيه، والبعض كان سببا في جلب المئات من المصلين رغم طابع الهزل والتهريج الذي يغلب عليه.
ففي حادثة غريبة لم يسبق لها مثيل، خصوصا وأنها حدثت في عز أيام الشهر الفضيل، تعرض أحد الأئمة في بريكة بباتنة إلى اعتداء داخل المسجد من طرف كهل في الأربعينيات من العمر، حيث وجه إليه صفعة قوية أفقدته توازنه، وسمع صداها من كانوا في زوايا المسجد. ولولا تدخلهم لكان وقعها أشد وطءا على الإمام. وقد تدخلت الشرطة واقتادت الشاب إلى مركزها من أجل التحقيق معه. وقبل ذلك أحسنت ضيافته، حيث جلس على مائدة إفطار مع أعوان الأمن لكون الحادثة وقعت بين أذاني العصر والمغرب. ومن حسن حظه أن جاءه العفو والصفح من الإمام لحظات فقط بعد الإفطار. أما عن أسباب هذه الحادثة التي انتشرت بين الناس بسرعة البرق فلم تعرف بعد نظرا إلى التكتم الشديد عليها، غير أن مصادر أفادت بأن الإمام المعروف بجديته الشديدة وصرامته الفائقة حذرالشاب من سرقة الأحذية من المسجد وقدم له مبلغ 200 دينار طالبا منه أن يشتريها زلابية لعائلته، فما كان منه إلا أن تقدم إليه وصفعه.
وأيا كانت الأسباب فإن الحادثة تعد بالنسبة إلى الإمام بمثابة الفرصة التي يعطي فيها درسا حيا عن التسامح، واعتبر الكثير من الناس أن هذا الدرس الحي سيؤتي أكله أفضل بكثير من الخطابات التي يلقيها بلهجته الغليظة، والتي غالبا ما كانت سببا في نفور المصلين رغم ما يستعمله من المحسنات البديعية ومن سجع وكلام فصيح. وإذا كانت شدة الأئمة وصرامتهم في المساجد تجلب المتاعب لأصحابها إلى درجة الضرب والصفع، فإن بعض الأئمة وجدوا في "التهريج" والترويح عن المصلين أفضل طريقة لجلبهم فضلا عن السرعة في الصلاة. وهو ما انتهجه أحد الأئمة في بريكة أيضا طيلة مشواره المهني، ولا زال يعمد إليه، حيث لا يستغرق في خطبه وصلاة التراويح سوى دقائق معدودات إلى درجة أنه لقب بأسرع إمام في العالم، ومن آخر خرجاته خلال هذا الشهر الفضيل كذلك ما عمد إليه في الدرس الذي يسبق صلاة التراويح عندما أراد أن يشد انتباه الحاضرين إلى كلامه، وعوض أن ينادي فيهم، أيها المصلون أو أيها المؤمنون أو على الأقل أيها الناس، نادى فيهم، قائلا: "يا وجوه البطاطا هل فهمتم"، فانفجر الحضور ضحكا ولم يجرؤ أحد بالتلفظ له أو الرد عليه سواء بكلام عادي أم قبيح بل ولم يقدروا حتى على الاستغناء عنه.. الغريب أن هذا الإمام استطاع أن يكون سببا في حشد المئات من المصلين، وأغلبهم من رجال الأعمال وإطارات الدولة، وممن لا يعرفون بكثرة الصلاة إلى درجة أن المسجد لم يسعهم فامتدت صفوفهم إلى الأرصفة والطريق المعبد .